قد تكون الحقن التجميلية من بين الخيارات المتاحة لتحسين مظهر الجلد ومعالجة علامات التقدم في العمر. ومع ازدياد شهرة هذه الإجراءات، أصبح من الضروري فهم الفروق بينها وكيفية عمل كل منها.

البوتوكس (Botulinum Toxin) :

البوتوكس هو مستحضر مشتق من سم البوتولينوم، وهو مادة سامة تُنتِجها بكتيريا Clostridium botulinum. وعلى الرغم من سميته، يتم استخدام البوتوكس بشكل آمن في مجال التجميل والطب العلاجي.

يتم حقن البوتوكس في العضلات الواقعة أسفل الجلد للحد من ظهور التجاعيد والخطوط الدقيقة، وذلك عن طريق تقليل توتر العضلات ومنعها من الانقباض بشكل مفرط. وبالتالي، يُظهر البوتوكس مفعولاً مؤقتاً في تخفيف التجاعيد والخطوط الوجهية، مثل التجاعيد الجبهية وتجاعيد الترقوة والعيون.

حمض الهيالورونيك :

حمض الهيالورونيك هو مركب طبيعي موجود بشكل طبيعي في أنسجة الجسم، بما في ذلك الجلد. يعمل حمض الهيالورونيك على جذب وتخزين الماء، مما يساعد على إبقاء الجلد رطباً وممتلئاً.

على الرغم من طبيعته الطبيعية، يتم استخدام حمض الهيالورونيك بشكل صناعي في حقن التجميل لمعالجة التجاعيد وتحسين حجم وملمس الشفاه، وملء تجاعيد الأنف والذقن والخدين.

الفروق بين البوتوكس وحمض الهيالورونيك :

آلية العمل :

يعمل البوتوكس عن طريق تقليل توتر العضلات المسؤولة عن التجاعيد، وهو يعطي تأثيراً يستمر لفترة زمنية محدودة (حوالي 3-6 أشهر).
يعمل حمض الهيالورونيك عن طريق تحسين ملء وامتلاء الجلد بفضل قدرته على جذب الماء، ويدوم تأثيره لفترة أطول (حوالي 6-18 شهراً اعتماداً على نوع المنتج ومعدل استقلاب الشخص له).

التطبيقات :

يُستخدم البوتوكس بشكل رئيسي للتعامل مع التجاعيد الناجمة عن الانقباض الزائد للعضلات الوجهية، مثل التجاعيد الجبهية وتجاعيد حول العينين والفم.
يُستخدم حمض الهيالورونيك لتحسين حجم الشفاه وملء التجاعيد والخطوط الوجهية والتعامل مع فقدان حجم الوجه المرتبط بالشيخوخة.

مدة العمل :

تكون نتائج البوتوكس واضحة بعد عدة أيام من الحقن وتستمر لبضعة أشهر قبل أن تتلاشى تدريجياً.
تكون نتائج حمض الهيالورونيك ظاهرة على الفور بعد الحقن وتستمر لفترة أطول حيث يتم امتصاصه تدريجياً بواسطة الجسم.

التكملة والتوازن :

في بعض الحالات، يمكن أن تكون حقن البوتوكس وحمض الهيالورونيك خيارًا جيدًا عند استخدامهما معًا. فعلى سبيل المثال، يمكن استخدام البوتوكس للتعامل مع التجاعيد الديناميكية (التجاعيد التي تظهر عند التعبير)، بينما يمكن استخدام حمض الهيالورونيك لمعالجة التجاعيد الثابتة (التجاعيد العميقة والمتبقية). بالتالي، يمكن تحقيق توازن جميل ونتائج طبيعية لتحسين مظهر الوجه بالاعتماد على الحاجة.

المدة الزمنية للإجراء :

إجراء حقن البوتوكس عادةً يستغرق وقتًا قصيرًا ويمكن أن يتم في عيادة الطبيب بزيارة قصيرة. بالمقابل، يمكن أن يستغرق إجراء حقن حمض الهيالورونيك وقتًا أطول، حيث يتطلب دقة أكبر وتحديد نقاط الحقن بعناية للحصول على النتائج المثلى.

الاسترداد والتعافي:

يعتبر التعافي من حقن البوتوكس أسرع بشكل عام مقارنة بحقن حمض الهيالورونيك. قد يشعر بعض الأشخاص بتورم أو احمرار خفيف بعد حقن الهيالورونيك، والذي يمكن أن يستمر لفترة أطول.

الاستدامة والتكرار :

عمومًا، تدوم نتائج حقن البوتوكس لفترة من 3 إلى 6 أشهر تقريبًا قبل أن تتلاشى تدريجيًا. من ناحية أخرى، قد تدوم نتائج حقن حمض الهيالورونيك لفترة أطول تتراوح بين 6 إلى 18 شهرًا، اعتمادًا على نوع المنتج المستخدم ومعدل استقلاب الشخص له.